عادل اسماعيل عبد الحميد
ترشيحي كان مفاجأة لأمن الدولة، فلم يكن يعرفوا أني من الإخوان
أخي عضو قديم بالحزب الوطني ويساندني بقوة رغم ضغط الأمن عليه
عائلتي اعتدت على مرشح الجماعة في انتخابات 1987
الحوار مع المهندس عادل إسماعيل بدأ أولا مع سائق التوك توك، فعندما طلبت منه أن يقلني لمنزله في عزبة " تدرس" الشرقية التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، قال لي لا يوجد شرقي ولا غربي، هي عزبة واحدة، فنزلت من التوك توك لأتصل بصديقي الذي أعطاني العنوان، فلم يجب، فقلت للسائق أنا أريد منزل المهندس عادل إسماعيل، قالي"مش تقول كده من الأول، يالا اركب يا أستاذ"، وساقني فضولي لأسأله عنه، فقال أنه راجل محترم وبتاع ربنا، والناس المحترمة قليلون هذه الأيام، فسألته هل ستعطي له صوتك في الانتخابات، فأجاب، بالتأكيد بل سأحشد أهلي وزملائي لصالحه، وأقف معه مهما تكن التضحيات، شعرت أني أحدث أحد شباب الأخوان، وطبيعي أن يقول ذلك، لكن بمجرد تشغيله أغنية شعبية وإخراجه علبة السجائر وإشعال سيجارة، زال هذه الشعور بسرعة، فكما أعلم أن الإخوان لا يدخنون.
حوار- أحمد عبد القوي:
بداية ما جدوى مشاركتك في الانتخابات رغم عدم وجود ضمانات لنزاهتها وعدم إشراف القضاة عليها؟
لسببين، أولهما أنا أمارس حقي الدستوري والقانوني للترشيح مثل أي مواطن مصري، والذي يرى في نفسه كفاءة الترشيح فأهلا به لخدمة الشعب والدائرة، والسبب الثاني، نحن نرى مدى الفساد والاستبداد واحتكار قلة قليلة لمقدرات البلد، غاية أمانيهم أن تفسح الساحة أمامهم حتى يعبثوا وينهبوا مقدرات البلد وليستمر الفساد والاستبداد، فنحن نرى أن المشاركة واجب شرعي ووطني للتصدي للفساد.
ولكن هناك قوى سياسية ووطنية قاطعت الانتخابات ؟
الإخوان كانوا يشترطوا مقاطعة عامة من كل القوى السياسية، حتى يفضح النظام وتظهر عورته، لكن أما وقد شاركت بعض القوى السياسية، ووجدنا أن الانتخابات ستدار بشكل ديمقراطي، لو قاطعها الإخوان، وشاركت فيها أحزاب المعارضة كحزب الوفد أو التجمع، وستكون مجرد ديكور، وأنا في تقديري لو قاطع الإخوان الانتخابات وشاركت أي قوى آخري، سيجري النظام انتخابات نزيهة برقابة دولية ومحلية، فالإخوان هي القوة المعارضة الحقيقية الفاعلة، والتي تستطيع إحراج النظام.
وهل التزوير يكون في وجود مرشحي الإخوان فقط؟
لا شك، فالنظام يحاول بكل ما يملك من آليات التزوير أن يحجم تواجد الإخوان، ولكن ترسخهم في المجتمع والتفاف الشعب حولهم، ومشاركته في التصويت ستحد من التزوير، رغم محاولات النظام.
البعض يرى أن نجاح مرشح في الانتخابات المصرية يجب أن يكون، إما لديه عصبية أو قبلية كبيرة، أو لديه أموال طائلة ليس في حاجة إليها، أو يكون قريبا ممن يدير الانتخابات ويحدد نتائجها سلفا، كيف ترى نفسك ضمن الثلاث نماذج؟
أنا لست قريبا ممن يدير العملية الانتخابية، ولست من أصحاب الأموال الطائلة، لكن لدي عائلة وعصبية، بالإضافة لحب المجتمع، فالدائرة كلها تعرفني عن طريق عملي في هندسة الرأي بإطسا وتنقلي بين جميع القرى بها، فلا توجد قرية ولا عزبة إلا وتعرفني وتعرف أدائي.
كيف، وأنت كنت مسافر لمدة 10 سنوات للعمل بالسعودية، وعدت العام الماضي فقط؟
سؤالك صحيح، لكن رصيدي الشعبي كسبته قبل سفري، والآن أنا متواجد بفاعلية في المشاكل الاجتماعية وحلقات الصلح والمناسبات، هذا بالإضافة لقوة الإخوان المسلمين، وفي انتخابات 2005 اتصل بي الأهل والأحباب ليطلبوا مني النزول من السعودية لمصر لترشيح نفسي، لكني رفضت، ولو كنت موجودا لفزت فيها، لأن شعبيتي جارفة.
هل تعتمد على شعبيتك الشخصية أم على شعبية الإخوان، بمعنى أن المرشح عندما يصوت لك، هل لشخصك أم لأنك من الإخوان؟
أنا بحمد الله أجمع بين الأمرين، فعادل إسماعيل معروف بخدماته وتواجده، ومعروف أيضا بانتمائه للإخوان، والناس كانوا لا يعرفوا أني من الإخوان إلا منذ فترة قليلة.
هناك تساؤلات بأنك غير معروف في أوساط الشباب والدائرة، وخاصة شباب الإخوان، فلم يروك ولم يتعاملوا معك، بماذا تجيب عليها؟
هذا تساؤل طبيعي وموجود بالفعل، بالنسبة لشباب الإخوان زرت في الفترة الأخيرة 70% من تجمعاتهم على مستوى الدائرة، وهذا كان طلب ملح منهم، أما باقي المجتمع فقمت بجولات مع أهلي ورموز الإخوان، بالإضافة لرصيدي الشعبي القديم.
هل لك برنامج انتخابي خاص بالدائرة أم تعتمد على برنامج الإخوان الرسمي؟
لي برنامج خاص بمشاكل الدائرة، بالإضافة لبرنامج الأخوان العام، ومشاكل الدائرة هي جزء من مشاكل مصر، كالفقر والبطالة والرعاية الصحية والتعليم وغلاء المعيشة، ولدي لجان حصرت المشاكل الخاصة بكل قرية وعزبة.
المشاكل التي عرضتها كلها مشاكل خدمية، ولكن دور نائب الشعب رقابي وتشريعي أكثر منه خدمي؟
النظرة للنائب على أنه خدمي سببه النظام، لفشله الذريع في كل المجالات لعدم احترامه لآدمية الإنسان، وهذا أدى أن لمواطن الغلبان يبحث عمن يؤدى له خدمته ومصلحته، فلو النظام يؤدي واجبه دون تمييز، لما لجأ المواطن الفقير للنائب، والجانب الخدمي للنائب لا يظهر إلا في الأنظمة الفاسدة، فالجوانب التشريعية والرقابية أهم لدى النائب من الخدمات، ولكننا نضطر أن نتقرب للمواطنين من باب الخدمات وليس باب الرقابة والتشريع، وإن كانت الأخيرة هي من تعود بالنفع عليه.
هل من الممكن التحالف مع مرشح أخر عمال في الدائرة؟
مبدأ الأخوان عدم التنسيق مع الحزب الوطني، أما التنسيق مع أفراد فهذا وارد، على أن يكونوا وطنين وصالحين ومشهود عنهم النزاهة، والجماعة تركت لكل محافظة صلاحياتها في هذا التنسيق، فإذا جاءني مرشح للتنسيق سأوصله للمكتب الإداري للإخوان بالفيوم، وهم يدرسوه، ويقرروا التنسيق أم لا.
وعن التنسيق مع الأحزاب؟
أمر وارد، فبابنا مفتوح لكل الأحزاب
وحتى لو حزب التجمع؟
وحتى لو حزب التجمع، أو الوفد، الاستثناء فقط الحزب الوطني.
بالنسبة لدعايتك الانتخابية، هل ستكون تحت "شعار الإسلام هو الحل" أم شعار آخر؟
يتم ترتيب الأمر الآن، لكن مبدئيا الشعار سيكون " معا نحمل الخير لمصر".
هل هذا تنازل عن شعار الإسلام هو الحل؟
لن يتم التنازل عنه نهائيا، لكن نرتب أمورنا حسب الظروف، للأسف السيئة، بالرغم من أن الشعار يتفق مع الدستور، ولدينا أكثر من حكم قضائي بشرعيته، فنحن متمسكين بالشعار رغم حظره من اللجنة العليا للانتخابات، وبرنامجنا يتصدره الشعار.
حتى لو تعرضت للشطب من الترشيح؟
بقدر الإمكان سنحاول ألا نصطدم بهم.
في انتخابات الشورى 2007 كان شعار الجماعة "معا للإصلاح"، لكن تم الدعاية لشعار "الإسلام هو الحل" بعيدا عن دعاية المرشح، فهل ستكون دعايتك بهذه الطريقة؟
نعم، هذا سيناريو متوقع بما يحافظ على وجود الشعار، ووجود المرشح.
هل كنت تتوقع ترشيحك من الجماعة للانتخابات؟
ضاحكا ...لا لم أتوقع على الإطلاق.
كيف علمت بخير ترشيحك؟
عن طريق مسئول المركز، وتم استشارتي أولا.
إذن الترشيح ليس تكليفا، من الممكن أن ترفض؟
نعم، فأولا يتم الاستشارة ومناقشة الإمكانات والمخاطر والظروف المحيطة، فمثلا أخي عضو مجلس محلي عن الحزب الوطني منذ سنوات.
وهل اعترض على ترشيحك على قائمة الإخوان؟
بالعكس، وقف بجانبي ولا يمكن أن يخرج عن العائلة أيا كان انتماءه، وأصلا انتماء الأعضاء للحزب الوطني، ليس انتماءا فكريا، إنما انتماء مصلحة، فأخي لا يمكن أن يتخلى عني، يكون عار عليه أن يساند مرشح الحزب الوطني ضد أخيه.
كيف استقبلت الأسرة والعائلة خبر الترشيح؟
قبل ما يرشحني الإخوان كان هناك دعاوى عائلية لترشيحي مستقل، وبعد إعلان ترشيحي على قوائم الجماعة، أبدت العائلة رغبتها في ترشيحي مستقل حتى تكون هناك مساحة أوسع للحركة، وتجمعت عائلتي في منزلي يوم إعلان الجماعة ترشيحي، وأعلنوا وقفتهم معي واستعدادهم للتضحية من أجلي حتى آخر الانتخابات، رغم علمهم أنهم بذلك يساندوا الإخوان وهم لهم موقف منهم، ففي انتخابات 1987 ساندت عائلتي مرشح الحزب الوطني ضد مرشح الجماعة بل واعتدوا عليهم.
وما هي معايير اختيار الإخوان لمرشحهم؟
هناك أكثر من معيار، كمعيار قوة العائلة والاستقرار الأسري والمادي، وشعبية المرشح، ويضاف عليها المعيار التنظيمي، كمستوى المرشح فى التنظيم، ومرحلته وفهمه لرسالة الأخوان، وعامة أصغر فرد داخل الجماعة يفوق في إمكانياته ورؤيته كل كوادر مرشحي الأحزاب في المحافظة وعلى رأسهم كوادر الحزب الوطني.
هل استدعاك الأمن بعد إعلان ترشيحك، أو جرى بينكم اتصال؟
لم يستدعني، لكن أمن الدولة استدعى أخي، العضو بالحزب الوطني، لتجميع معلومات عني، لأنه لظروف سفري، أمن الدولة لا يعلم عني أي معلومات، وكان ترشيحي مفاجأة لهم.
وماذا قالوا لأخيك؟
قالوا له لماذا توافق العائلة على ترشيحي وهي تعلم أنت الانتخابات ستزور، وأنني خطر عليه لعضويته بالحزب الوطني، ومحاولتهم إقصائه عن مساندتي، ولكنه قال لهم، عار عليه ألا يساندني، وأكد لهم أنه يساند أخيه ولا يساند الأخوان.
اللجنة العليا للانتخابات حددت 200 ألف جنيه حد أقصى لإنفاق المرشح، هل المبلغ مناسب لإمكاناتك؟
بالنسبة للإخوان، المبلغ مناسب جدا، لان أغلب الإنفاق على الدعاية مجهودات شخصية، فمن يكتب لافتة تكن من ماله الخاص، وكذلك المسيرات الانتخابية وتعليق اللافتات أعمال تطوعية.
بكم تساهم الجماعة للدعاية للمرشح؟
على حسب ظروف المرشح المادية، لكن الجماعة تساهم بنسبة كبيرة.
هل الانسحاب من الانتخابات سيناريو متوقع لك؟
لا أظن أننا سنسحب، ونواجه النظام بكل الطرق السلمية، حتى يعود لرشده ولصوابه، ويعلم أن مصلحة مصر فوق مصالحه الشخصية.
كم تتوقع عدد مقاعد الأخوان في المجلس القادم ؟
أتوقع أن يزيد العدد عن 88 مقعد، رغم البلطجة والتزوير المعلن مسبقا.
ولكن المراقبين والقوى السياسية ترى أن العدد سيقل كثيرا؟
يوجد كثير محبط ويائس من ممارسات النظام، لكن لو تركت الحرية للاختيار سنفوز بعدد أكبر.
برقية صغيرة توجهها للحزب الوطني؟
أتمنى أن ينظروا إلى المصلحة العامة، التي أوصلوها إلى أسوء حال، ويجنبوا مصالحهم الشخصية، التي ،للأسف، مصالح دنيئة، وأن يعرفوا أن لديهم أمانة يحاسبهم عليها الله، فإما أن يؤدوا الأمانة على أكمل وجه، أو يتركوها لغيرهم يؤدوها.
وللموظفين المشرفين على الانتخابات؟
أن يتقوا الله عز وجل، فالله قرن بين الشرك به وبين التزوير، فقال''فَاجْتَنِبُوا الرِّجْس مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور" وليعلموا أن تزوير الانتخابات أشد من قول الزور، لأنه يؤدي إلى غش الأمة جميعا، وليعلموا أنه سيقفوا أمام الله ويحاسبوا عن أفعالهم، فليقفوا وقفة شجاعة، وألا يشاركوا في التزوير أو ينسحبوا من الانتخابات.
ولمباحث أمن الدولة؟
هم جنود هذا الفساد وهذا الاستبداد، أتمنى أن يكونوا الأمناء والمحايدون ويرسوا قواعد الأمن والحفاظ على المجتمع، وألا يكونوا يد النظام السيئة للبطش بالمعرضين، وأن يجلبوا رضا الناس، لأنهم في مواجهة المجتمع.
متى انضممت للإخوان؟
ضاحكا... لن أقول، لأن أمن الدولة يريد هذه المعلومة، وسألوا عنها عيونهم، لأني كنت مفاجأة لهم، ولم يعلموا أني من الإخوان أصلا.
عن المرشح:
عادل إسماعيل عبد الحميد، مرشح الإخوان المسلمون، فئات، عن دائرة مركز إطسا بالفيوم، مواليد 1967م، حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، جامعة القاهرة ،فرع الفيوم، دفعة 1991م، شغل عدة مناصب بهندسة الري بمحافظة الفيوم، سافر لفرنسا وهولندا والبرتغال وتركيا، وعمل في المملكة العربية السعودية في التشييد والبناء لمدة 10 سنوات.
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=331784